افراسيانت - أغلقت أسواق الأسهم الأميركية الليلة الماضية على انخفاض كبير بعد أن شهدت أكبر تراجع غير مسبوق لها عند الافتتاح، في ظل اجتياح البورصات العالمية موجة هبوط حادة تكبدت فيها الأسهم خسائر بمليارات الدولارات.
وافتتحت سوق الأسهم الأميركية جلستها بهبوط حاد وانخفض مؤشر داو جونز إلى أقل من 16 ألف نقطة، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 18 شهرا.
وقالت وكالة رويترز إن مخاوف المستثمرين بشأن الصين دفعت مؤشرات الأسهم الأميركية للانخفاض نحو 4% الاثنين في جلسة متقلبة على نحو غير معتاد.
ونزل مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من ألف نقطة لفترة وجيزة، وذلك بعد أن هوت الأسواق الصينية 8.5% مما أوقد شرارة بيع واسع النطاق في الأسهم العالمية والنفط والسلع الأولية الأخرى.
وتراجع داو جونز 588.4 نقطة بما يعادل 3.57% ليغلق على 15871.35 نقطة، في حين نزل مؤشر ستاندرد آند بورز500 بمقدار 77.68 نقطة أو 3.94% ليسجل 1893.21 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك المجمع 179.79 نقطة أو 3.82% إلى 4526.25 نقطة.
وقال العضو المنتدب للتداول والمشتقات لدى تشارلز شواب في أوستن راندي فريدريك إنه إذا لم تستقر الأوضاع في الصين فقد يكون فتح السوق اليوم الثلاثاء قبيحا أيضا، ولن يرغب أحد حينئذ في الاحتفاظ بمراكز اشتراها صباح أمس الاثنين.
وتراجعت كل القطاعات العشرة الرئيسية على ستاندرد آند بورز500 وفقد قطاع الطاقة 5.18%.
وانخفض سعر الخام الأميركي نحو 5% إلى أدنى مستوى في ست سنوات ونصف، في حين سجلت العقود الآجلة للنحاس والألمنيوم في لندن أدنى مستوياتها منذ 2009.
وتراجعت أسهم إكسون وشيفرون أكثر من 4.7%، وفقدت شركات النفط والغاز الأميركية نحو 310 مليارات دولار من قيمتها السوقية هذا العام.
الأسواق الآسيوية
وكانت أسواق الأسهم الآسيوية قد هبطت أمس الاثنين لأدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات تحت وقع المخاوف من تراجع نمو الاقتصاد الصيني، وتكبدت الأسواق الآسيوية أكبر خسارة يومية لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009، كما فتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض حاد لتسجل مستويات هي الأضعف منذ سبعة أشهر، في حين واصلت أسعار النفط والسلع الأولية تراجعها.
وتكبدت بورصة شنغهاي الصينية اليوم أكبر نسبة هبوط بين بورصات المنطقة، إذ أغلقت على انخفاض بنسبة 8.5%، لينهي مؤشر البورصة سابع جلسة تداول على هبوط ويلامس أدنى مستوياته منذ 15 شهرا، في حين أغلقت بورصة هونغ كونغ متراجعة بنسبة 5.17%.
ويضاف الانخفاض الحاد لمؤشرات البورصات الآسيوية أول أمس الأحد إلى الخسائر التي تكبدتها يوم الجمعة الماضي بعدما صدرت بيانات رسمية أفادت بتراجع النشاط الصناعي الصيني لأدنى مستوياته منذ 77 شهرا، وقد شملت موجة الهبوط كل الأسواق العالمية بما فيها بورصات دول الخليج ومصر.
وجاء هبوط الأسواق الآسيوية أمس الاثنين نتيجة عدم إعلان السلطات الصينية عن قرارات وتدابير كبيرة لوقف نزيف أسواقها المالية التي انخفضت بنسبة 11%، وقد قررت بكين السبت السماح لصناديق معاشات التقاعد المملوكة للحكومات المحلية في الصين بالاستثمار في أسواق الأسهم المحلية، وذلك في خطوة لضخ مليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد المتباطئ.