افراسيانت - يستمر تراجع سعر النفط ليهبط دون عتبة المتوقع، حيث تراجع خام "برنت" أكثر من دولار ليسجل مستوى منخفضاً جديداً في خمس سنوات، اليوم، في ظل توقع المنتجين تراجع الطلب على خامهم في العام المقبل.
لكن وزير النفط السعودي علي النعيمي تجاهل، من ناحيته، تلميحات إلى أن السعودية قد تخفض الإنتاج لوقف إنهيار الأسعار قائلاً إن إنتاج بلاده ظل مستقراً خلال الشهر الماضي.
وفي الوقت نفسه، هبط النفط الخام الأميركي دولارين للبرميل، في حين هبط إلى 3 دولارات للبرميل للعقود الآجلة.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر، اليوم، إن الطلب العالمي على خام المنظمة سيتراجع إلى 28.92 مليون برميل يومياً في العام 2015 بانخفاض 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة.
ودفعت المخاوف بشأن تخمة المعروض "برنت" إلى الهبوط 40 في المئة منذ حزيرا الماضي.
وقال الخبير الاستراتيجي في مصرف "بي.إن.بي باريبا" غاريث لويس ديفيز، إن "الإدراك يزداد بأن النصف الأول من العام المقبل سيشهد ضعفاً شديداً."
وتراجع سعر مزيج "برنت" في عقود تسليم شهر كانون الثاني إلى 65.24 دولاراً للبرميل أدنى مستوى له منذ أيلول العام 2009 قبل أن يتعافى قليلاً ليبلغ حوالي 65.39 دولاراً بحلول وقت الظهر.
وانخفض سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 1.69 دولار إلى 62.13 دولار للبرميل بعدما نزل إلى 61.97 دولار في أوائل التعاملات في نيويورك وهو أدنى مستوى منذ تموز 2009.
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه سيكون من الضروري خفض الانتاج قبل اجتماع أوبك المقبل، المقرر في حزيران العام 2015، قال وزير النفط السعودي: "لماذا ينبغي لنا خفض الانتاج؟ لماذا؟"
وتصريحات النعيمي، التي جاءت على هامش مؤتمر سنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في ليما عاصمة بيرو، هي الأولى بشأن السوق منذ اجتماع "أوبك" في 27 من تشرين الثاني الماضي، حين قاوم دعوات لخفض الإنتاج.
وتمسك النعيمي بما أعلن في السابق، وهو أن السوق ستترك لتوازن نفسها من دون تدخل المملكة. ويمثل هذا تحولاً في سياسة السعودية التي طالما تدخلت في السوق.
ورغم تراجع أسعار النفط أكثر من عشرة دولارات منذ اجتماع فيينا الشهر الماضي، لم يبد النعيمي أي قلق. وقال إن انتاج المملكة بلغ 9.6-9.7 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني. وهو رقم يتسق مع تقديرات تشرين الأول الماضي.
وأضاف "لن يتغير هذا إلا إذا طلب زبائن آخرون المزيد من النفط."
ورأى انه "لن يتغير هذا إلى أن يطلب زبائن آخرون مزيداً من النفط."
واستقرت معظم أسواق الأسهم في منطقة الخليج، اليوم، بعدما هبطت بشكل حاد في وقت سابق من الأسبوع، في رد فعل على تراجع أسعار النفط. لكن المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية انخفض مجدداً مبدداً بقية المكاسب التي حققها منذ بداية العام.
في غضون ذلك، قالت منظمة "أوبك"، اليوم، إن الطلب العالمي على خام المنظمة في العام المقبل سيكون أقل من المتوقع وأقل بكثير من مستويات الإنتاج الحالية، مشيرة إلى فائض كبير في المعروض في ظل استمرار مستويات الإنتاج الحالية للمنظمة وطفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وتوقعت "أوبك" في تقريرها الشهري انخفاض الطلب على نفطها إلى 28.92 مليون برميل يومياً في العام 2015 بما يقل 280 ألف برميل عن توقعاتها السابقة. وتقل التقديرات الجديدة للطلب عن مستوى الانتاج الحالي بأكثر من مليون برميل يوميا.
جاء التقرير بعد أن قررت "أوبك" في اجتماعها، الشهر الماضي، عدم خفض الإنتاج بالرغم من تراجع الأسعار. إذ حثت السعودية (أكبر مصدّر للخام في العالم) أعضاء المنظمة على التصدي لطفرة النفط الصخري الأميركي التي بدأت تقلص حصة "أوبك" في السوق.
ودفع قرار "أوبك" في 27 من تشرين الثاني الماضي، الإبقاء على مستويات الانتاج الحالية عند 30 مليون برميل يومياً، أسعار الخام للهبوط لأدنى مستوى منذ العام 2009. وخسر الخام نحو 40 في المئة من قيمته منذ حزيران الماضي.
وجاء في تقرير أوبك "إذا استمر التراجع الحالي في أسعار الخام لفترة أطول فإنه سيؤثر على المعروض من خارج أوبك في العام 2015 خاصة النمو المتوقع في النفط الصخري."
ورغم ذلك أشار التقرير إلى أنه في ظل إنتاج أوبك 30.05 مليون برميل في تشرين الثاني (وفقاً لمصادر ثانوية استشهد بها التقرير) سيشهد السوق فائضاً قدره 1.13 مليون برميل في العام 2015 و1.83 مليون برميل في النصف الأول من العام.
ووفقاً للمصادر الثانوية فإن انتاج أوبك تراجع 390 ألف برميل يومياً مقارنة مع تشرين الأول، فيما يرجع أساساً إلى الاضطرابات في ليبيا وتخفيضات أقل في انتاج السعودية والكويت.
وأبلغت السعودية منظمة "أوبك" أنها قلصت الانتاج بنحو 80 ألف برميل يومياً.
وتتوقع أوبك زيادة المعروض من خارجها بنحو 1.36 مليون برميل يومياً في العام المقبل بقيادة الولايات المتحدة بارتفاع قدره 120 ألف برميل يومياً من تقديرات الشهر الماضي.
وفي سياق متصل، بدأت شركات الطيران تحقق أرباحاً قياسية متزايدة بفضل تراجع سعر النفط وطلب مرتفع من آسيا، بحسب ما أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، اليوم، في جنيف.
وتوقعت "اياتا" للعام 2014 أن ترتفع الأرباح التراكمية الى 19,9 مليار دولار، مقابل 10,6 مليارات العام 2103، لتصل العام 2015 الى 25 مليارا.
واعلن المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي توني تايلر، في مؤتمر صحافي في جنيف، أن "توقعات صناعة النقل الجوي تتحسن. فالاقتصاد العالمي يواصل التعافي وهبوط أسعار النفط سيؤدي الى تحفيز النمو في العام المقبل".
(أ ف ب، رويترز)