تهديد بوقف المفاوضات وعدم تمديد خطة المساعدات .. أزمة اليونان: "استفتاء" تسيبراس يفاجئ مجموعة اليورو
افراسيانت - أشهر رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس سلاحه الأخير في وجه دائنيه الأوروبيين، بإعلانه تنظيم استفتاء في الخامس من تموز المقبل حول مقترحهم لحل الأزمة اليونانية ، ما أثار بلبلة طغت على اجتماع الفرصة الأخيرة الذي عقده وزراء مالية دول منطقة اليورو في بروكسل اليوم، والذي أفضى إلى إعلانهم عدم تمديد خطة المساعدات لليونان إلى ما بعد شهر حزيران الحالي.
وتحرك تسيبراس من دون سابق إنذار، حتى وان كان سبق أن أشار إلى أن تنظيم استفتاء "وارد" في حال وجود خلاف مع الدائنين.
وبعدما ندد بـ"الإنذار" الذي قال إن الدائنين (البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي) ضمنوه مقترح الاتفاق الذي طرحوه أمس، ونص على دفع 12 مليار يورو على أربع دفعات من الآن وحتى تشرين الثاني المقبل، معتبراً أنه "يقوض إنعاش المجتمع اليوناني واقتصاده" بغرض "إهانة شعب بأسره"، أعلن تسيبراس أن مجلس الوزراء قرر "بالإجماع" تبني مقترح استفتاء ينظم يوم الأحد الخامس من تموز، موضحاً أن السؤال الذي سيطرح في الاستفتاء سيكون هل نقبل أم نرفض مقترح" الدائنين.
وأضاف "إن اليونان مهد الديموقراطية، يجب أن توجه رسالة ديموقراطية مدوية"، متعهداً بـ"احترام النتيجة أياً كانت".
واليوم، أبلغ رئيس الوزراء اليوناني الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه مصر على تنظيم الاستفتاء، بحسب ما أعلن مصدر في الحكومة اليونانية.
وقال المصدر إن تسيبراس ابلغ ميركل وهولاند أنه "مهما كان القرار الذي ستتخذه مجموعة اليورو، فان الشعب اليوناني سيكون لديه أوكسيجين الأسبوع المقبل وسيبقى على قيد الحياة".
وشدد رئيس الوزراء اليوناني شدد على أن "الديموقراطية قيمة أساسية في اليونان والاستفتاء سيجري أياً يكن قرار مجموعة اليورو" المنعقدة في بروكسل لبحث نتائج قرار اليونان المفاجئ بإجراء هذا الاستفتاء.
بيد أن تسيبراس أعطى إشارات إلى انه لا يريد غلق كافة الأبواب، متحدثاً عن "مشاورات" بين الحكومة اليونانية ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي.
ورداً على إعلان تسيبراس، اعتبر وزير المالية الألماني وولفغانغ شويبله أن قرار أثينا إجراء استفتاء حول مستقبل خطة الإنقاذ أغلق الباب "من جانب واحد" أمام مزيد من المحادثات لإنهاء خمسة أشهر من مواجهة اليونان مع دائنيها.
وقال شويبله لدى وصوله لإجراء محادثات مع نظرائه في منطقة اليورو إن "الحكومة اليونانية، إذا فهمت الأمر بشكل صحيح، أنهت المفاوضات من جانب واحد".
من جهته، أعلن رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم أن خطة المساعدة لليونان ستنتهي في 30 حزيران الحالي، وذلك بعد إعلان أثينا عزمها على تنظيم الاستفتاء.
وإذ اعتبر ديسلبلوم أن اليونان قطعت المفاوضات، أكد خلال مؤتمر صحافي أن "برنامج المساعدة سينتهي مساء الثلاثاء"، مضيفا أن وزراء مالية دول منطقة اليورو "سيعقدون فوراً" اجتماعا لن يشارك فيه نظيرهم اليوناني يانيس فاروفاكيس وذلك "لمناقشة نتائج" قرار اليونان التي باتت معه اقرب إلى التخلف عن السداد.
ولكن وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس فاعتبر من بروكسل أن رفض وزراء مالية منطقة اليورو تمديد خطة المساعدة لبلاده يهدد بإلحاق "ضرر دائم" بمنطقة اليورو.
وقال الوزير اليوناني "رفض تمديد (الخطة) سينال حتما من مصداقية مجموعة اليورو كاتحاد ديموقراطي وأخشى أن يكون الضرر دائما"، وذلك اثر رفض المجموعة رسميا تمديد خطة العمل بهذه المساعدة لما بعد 30 حزيران الحالي.
إلى ذلك، أعلن البنك المركزي الأوروبي اليوم أن مجلس حكامه "يتجه إلى عقد اجتماع"، في وقت يزداد خطر عجز اليونان عن السداد وعلى وقع ذعر يسود قطاعها المصرفي.
وكان مصدر مصرفي أشار في وقت سابق إلى أن هذا الاجتماع سيعقد الأحد (غداً) "على الأرجح" و"عبر الهاتف".
وقالت المؤسسة الأوروبية التي تتخذ من مدينة فرانكفورت في غرب ألمانيا مقراً لها في بيان مقتضب إن "مجلس حكام البنك المركزي الأوروبي سيلتئم في الوقت الملائم لمناقشة الوضع"، مؤكدة أن "البنك المركزي الأوروبي يتابع التطورات باهتمام".