افراسيانت - بعد مخاوف وتحذيرات من موسم جفاف قد يمر به العراق صيف هذا العام، دخل "سد اليسو التركي" إلى العمل يوم الجمعة، ليحرم العراق من نصف حصته المائية من نهر دجلة.
وأعلن مدير مشروع سد الموصل، رياض عزالدين، اليوم السبت، عن انخفاض مناسيب نهر دجلة وروافده، وأكد أن كميات المياه الواصلة من تركيا انخفضت إلى نحو خمسين بالمئة، مبيناً أن كميات المياه الواصلة من تركيا انخفضت بشكل قياسي حيث تصل إلى نحو 390 متراً مكعباً في الثانية، بالمقارنة مع العام الماضي الذي كان يصل إلى 700 متر مكعب بالثانية.
وأضاف عزالدين أن اتفاق وزارة الموارد المائية المتمثل بوزيرها حسن الجنابي مع الجانب التركي تضمن أن يكون تشغيل سد اليسو بنهاية شهر حزيران، حيث إن الموسم الصيفي يكون قد انتهى مع الخطط المائية الأخرى للري، مشيراً إلى أن أزمة المياه تحتاج إلى حلول بين العراق وتركيا، لأن تركيا هي الأخرى تتحدث عن قلة في كميات المياه بروافد النهر.
وتابع أن الموسم الشتوي شهد قلة تساقط الأمطار الذي أدى إلى انخفاض المخزون المائي في العراق، وأن تشغيل سد اليسو والسدود الأخرى سيكون له التأثير السلبي المباشر على انخفاض واردات المياه إلى سد الموصل ونهر دجلة.
وخلال اليومين الماضيين بدأت آثار ملء سد اليسو التركي تظهر على نهر دجلة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل الشمالية، بانخفاض مناسيب المياه إلى حد كبير، وهو ما أثار رعب المواطنين من جفاف سيضرب مناطقهم ومحاصيلهم الزراعية.
وأعلن رئيس البرلمان سليم الجبوري، السبت، عن عقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة المياه، مبيناً أن الجلسة ستعقد بحضور ثلاثة وزراء بينهم وزير الموارد المائية.
من جهته، قال الخبير الزراعي والمائي أنور الحميري إن سد اليسو الذي يبعد قرابة 50 كم عن الحدود العراقية، بدأت بإنشائه على أرض قرية اليسو عام 2006 بارتفاع 140مترا وبطول 1800 متر سيوفر نحو 1200 ميغاواط من الكهرباء لتركيا.
وأوضح الحميري، أن سد اليسو الذي يقدر تكلفته بحدود مليار وسبعمئة مليون دولار، سيحرم العراق من أكثر من خمسين بالمئة من حصته المائية.
وأضاف الحميري أن هذا يعني جفافا في مناطق تبدأ من الموصل وسامراء وتكريت مروراً ببغداد وصولاً إلى واسط وميسان والبصرة، مما يعني حرمان 696 ألف هكتار زراعي من مياه الري، ويعني أيضا توقف غالبية مخصصات وزارة الكهرباء من المياه لتبريد مولدات الطاقة، ووصف الحميري مشروع سد اليسو بالإبادة الجماعية للعراقيين.