افراسيانت - إيهاب نافع - تسلم الرئيس المصري من العاهل السعودي رسالتين نقلها الوزير عادل الجبير الذي التقى أيضا نظيره المصري سامح شكري، قبل أن يتوجه لعقد مباحثات في الشأن السوري مع الرئيس السيسي.
تسلم الرئيس المصري من العاهل السعودي رسالتين، تتضمن الأولى دعوة لحضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية التى تستضيفها الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في حين تضمنت الرسالة الثانية إنشاء مجلس تنسيق مصرى – سعودى للتعاون المشترك والارتقاء بمختلف أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين فى كافة المجالات.
الرسالتان نقلها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي التقى أيضاً بنظيره المصري سامح شكري، قبل أن يتوجه لعقد مباحثات في الشأن السوري مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
مباحثات في عواصم عدة تمهيداً لفيينا 2
حالة من الحراك السياسي المكثف تشهدها كل من القاهرة والرياض وطهران، وذلك عقب دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي ﻻفروف لتوسيع رباعية اجتماع فيينا لكي تشمل دولاً، منها مصر وإيران، وهو الأمر الذى أعقبته زيارات وتحركات عدة في الشرق الأوسط.. ففى الوقت الذى زار فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرياض، حيث التقى بالملك سلمان بن عبد العزيز وأطلعه على الرؤية الأمريكية للأزمة السورية في إطار ما طرح على الطاولة في اجتماع فيينا، الجمعة الماضية، وهي الزيارة التى تلت زيارة للعاصمة الأردنية عمان أطلع خلالها كيري الملك اﻷردنى عبدالله الثانى على ما جرى بشأن سوريا، وذلك بعدما أعلنت اﻷردن تنسيقها عسكريا مع روسيا بشأن سوريا.
القاهرة تستجمع الرؤى من موقفي موسكو والرياض لتعلن موقفها خلال أيام من فيينا
القاهرة كانت المحطة الرئيسة اليوم لتحركات التمهيد لفيينا 2 والتى سبقها اتصال هاتفي بين وزيري خارجية روسيا ومصر اطلع ﻻفروف خلاله شكرى على ما تم في اجتماع فيينا الأول وما تريده موسكو من مشاركة كل من مصر وإيران في الاجتماع الثاني المقبل، أما زيارة وزير الخارجية السعودي إلى القاهرة فجاءت لتأكيد التنسيق الكامل مع القاهرة عبر اتفاق الجانبين على تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين لتنعقد بشكل ربع سنوى، بدلاً من عقدها كل عام، فضلاً عن إمكانية تكثيف وتيرة انعقادها كلما تطلب الأمر.
شكري والجبير ينفيان وجود خلاف بشأن سوريا
تأكيدا على متانة العلاقات، ونفيا لوجود خلافات بين القاهرة والرياض، اتفق وزيرا الخارجية المصري والسعودى على تفعيل آلية جديدة للمشاورات بين البلدين، وللتنسيق بشأن كيفية التعامل مع التحديات التى تواجهها المنطقة.
ونفت مصر والسعودية وجود خلاف بين البلدين حول الأزمة السورية، مع التشديد على تطابق وجهات النظر فيما يخص حل الأزمة سياسيا. وأكد الجبير أن هناك تشاورا قائما ومستمرا حول تطبيق وثيقة جنيف 1 بالنسبة للقضية السورية، مشددا على تمسك بلاده بتأسيس هيئة انتقالية تضع دستورا جديدا وتحضر لانتخابات جديدة فى سوريا.
وأوضح الجبير فى مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية سامح شكرى عقب لقائهما اليوم، أن اجتماع فيينا الذى عُقد الجمعة الماضية بحث محاولات التقريب بين وجهات النظر المختلفة لحل الأزمة، لافتا إلى أن هناك تقاربا بين الأطراف فى المواقف.. إلا أنه أشار بأن التوصل لاتفاق لم يتم بعد، موضحاً أن الجميع يريد "الحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية فى سوريا وأن يستطيع الشعب السورى تحديد مصيره".
هريدي: القاهرة مؤيدة للتحرك الروسي وتحكمها علاقاتها بالخليج
مراقبون يرون أن عدم إعلان القاهرة مشاركتها في فيينا 2 أمرا مستغربا، لكن ربما كان التنسيق السعودي القوي مع مصر تمهيدا لمشاركة مصرية قادمة، وإلى ذلك يشير مساعد وزير الخارجية المصري الاسبق السفير حسين هريدي، موضحا أن القاهرة هى حلقة الوصل المفقودة في فيينا، حيث ستمثل مشاركة مصر بابا لتقريب وجهات النظر بين الرياض وموسكو وواشنطن، خاصة وأن مصر تملك وجهة نظر تقترب من وجهة نظر موسكو، لكنها في الوقت نفسه مقيدة بتنسيق استراتيجى مع الرياض.
وفي وجهة نظر مكملة، يرى الخبير في الشؤون الإقليمية الدكتور محمود محيي الدين أن مصر ستعلن منتصف الأسبوع الجارى على الأكثر عن مشاركتها في فيينا 2.
تحركات موسكو فرضت أطرا جديدة لحل أزمة سوريا
تحركات موسكو وطهران والرياض والقاهرة وعمان، وكذا واشنطن وأنقرة جميعها ستفضى إلى حوار جديد في فيينا يمهد لحل سياسي للأزمة السورية يكون الأسد جزءا منه، ولو مرحليا، بما يحافظ على الدولة ويضمن عودة شعبها المهجر، ويقضي على الارهاب وجماعاته التى ﻻتزال مواجهتها قائمة على الأرض، وليفرض التدخل الروسي واقعا جديدا لأطر الحل للأزمة.. بما ينبيء بحل قريب.