بوتين يقول إن الولايات المتحدة تريد إبقاء الاتفاق مع روسيا سرا لحماية الإمكانات القتالية لقوات المعارضة السورية.
واشنطن - افراسيانت - بدا واضحا من البداية أن موافقة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا لم تكن واضحة الأسباب، ما أثار ضجة واسعة في الولايات المتحدة ضده.
ولا تستبعد أوساط دبلوماسية أن يكون التكتم الأميركي على تفاصيل الاتفاق محاولة لتجنب المزيد من النقد على اتفاق بدا منذ الانطلاق في خدمة أجندة روسيا في سوريا.
وربما تتجنب إدارة أوباما الكشف عن تفاصيل الاتفاق خوفا من تأثيرها على حظوظ هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية. ويعتقد شقّ واسع من الجمهوريين أن وزير الخارجية جون كيري قد وافق على الاتفاق لأجل مجده الشخصي دون مراعاة أضراره على صورة الدبلوماسية الأميركية في المستقبل.
ومن شأن الإعلان عن تفاصيل الاتفاق أن يزيد من غضب المعارضة السورية المعتدلة التي يطالبها الاتفاق بأن تبدأ بالانفصال عن المجموعات المتشددة مثل جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، وأحرار الشام، دون أيّ تعهدات في ما يخص الانتقال السياسي ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مراقبون إن إدارة أوباما سحبت يدها من الملف السوري، وأنها تفكر فقط في تحقيق نتائج سريعة في الحرب على الإرهاب ما جعلها تتخذ مواقف متعارضة ومتناقضة في نفس الوقت.
وبعد أن كانت تدعم أكراد سوريا لطرد داعش من الشمال، وساعدتهم قوات خاصة أميركية في التدريب والقتال، غيّر الأميركيون الرهان وصاروا يشتركون بقوات خاصة مع الأتراك والمعارضة السورية المرتبطة بهم لطرد داعش.
وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة السبت لتأجيل إعلان تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار السوري. ولكنه قال إن موسكو لن تعلن عن التفاصيل حتى التوصل إلى اتفاق مع واشنطن.
وقال الرئيس الروسي إن الولايات المتحدة تريد إبقاء الاتفاق مع روسيا سرا لحماية الإمكانات القتالية لقوات المعارضة السورية المدعومة من قبل أميركا في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وهو أهم حليف لموسكو في المنطقة.
وتهربت الولايات المتحدة من إرسال خبراء عسكريين لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار، وسلمت الأمر للروس، ما حدا بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى مطالبة نظيره الأميركي بضرورة مشاركة مسؤولين عسكريين أميركيين بشكل كامل في مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا.
وتسبب الغموض الأميركي في تأجيل جلسة طارئة لمجلس الأمن الجمعة كانت ستخصص لبحث الاتفاق.